قوي التغيير الأربعة العالمية الأساسية المؤثرة علي إتجاهات الواقع

نوع المستند : • البحوث والدراسات والمقالات المستوفاة للقواعد العلمیة المتعارف علیها، والتى یجریها أو یشارک فى إجرائها أعضاء هیئة التدریس والباحثون فى الجامعات ومراکز البحوث المصریة والعربیة، وذلک باللغتین العربیة والإنجلیزیة .

المؤلف

أستاذ متفرغ الحاسب الآلى ونظم المعلومات قسم الحاسب الآلى ونظم المعلومات أکاديمية السادات للعلوم الادارية

الموضوعات الرئيسية


من  الملاحظ أننا بدأنا في إعادة کتابة النظام العالي من جديد، حيث أن إعادة تشکيل الإتجاهات العالمية حتمت هذه الإعادة والتهيئة للواقع الجديد. فالثوارات الصناعية التي حدثت  حتي آواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ساهمت وأدت لبزوغ قوي جديدة غيرت کل شيء  کان متواجدا تقريبا. وفي  القرن الحادي والعشرين الحالي إحتد الجدال والنقاش حول التحول الدراماتيکي الحادث في مدي إلتقاء أربعة قوي تغيير عالمية أساسية ذات تأثيرجوهري ترتب عليها مجتمعة حدوث تغييرات عالمية أعظم للإقتصاد العالمي التي لم يسبق لها مثيل من قبل، وتمثلت في أن أثارها تمثلت في أنها أسرعتأثيرا أضعاف المرات علي البشرية. وعلي الرغم من معرفتنا بحدوث هذه المتغيرات الجذرية، إلا أننا حتي الآن  نفشل في فهم حجمها الکامل وتأثيراتها التي سوف تنتج ما يؤدي منها لتضخيم الآثار الناتجة من بعضها. هذه الإتجاهات العالمية الحديثة صارت تکتسب کل من القوة، الحجم والتأثير عند تفاعلها جميعا معا وإرتباط ببعضها ببعض في التغيير والتأثير اللحظي الحادث منها مجتمعة.

وفيما يلي إستعراض  لقوي التغيير العالمية الأساسية  الأربعة المؤثرة علي إتجاهات الواقع:

أولا: عصر التحضر:

القوة الأساسية الأولي  تمثلتحول ترکيز النشاط الاقتصادي وديناميکة الأسواق النامية کما في الصين وفي کثير من مدن العالم المتقدم. هذه الأسواق الناميةإتجهت خلال ثورات صناعية وحضرية  متزامنة تجعتنحو تحويل مرکز الاقتصاد العالمي شرقاوجنوبا بسرعة لم تشاهد مثيل لها من قبل. وحديثا في القرن الحادي والعشرين الحالي يمکننا ملاحظة أن الشرکات العالمية الأکبر کما في حالة شرکات مثل أيرباس، آي. بي. إم.، نسلة، کوکاکولا وغيرها يتواجد مراکزها الرئيسية في الدول المتقدمة اقتصادياويتنبأ أنه بحلول عام 2025  سوف تکون الصين مرکزا لشرکات کبيرة أکثر مما لدي الولايات المتحدة الأمريکية أو أوروبا، کما يتوقع أن نصف شرکات العالم تقريبا أو أکثر سوف يبلغ عائد کل منها ما يقرب من بليون دولار أو أکثر وسوف يکون المرکز الرئيس  لکل منها  في أسواق نامية حديثا.

وربما بنفس القدر من الأهمية سوف يتحول ترکيز الاقتصاد العالمي مع نمو هذه الأسواق النامية. ومن الملاحظ أن سکان المدن الحضرية العالمية إرتفع بمتوسط وصل لحوالي 65 مليون نسمة سنويا خلال العقود الثلاثة الماضية أي ما يعادل إضافة ما يقرب من سبع مدن مثل مدبنة شيکاجو الأمريکية سنويا. کما أن تقريبانصف نمو الناتج المحلي الإجمالي  GDP العالمي بين عام 2010 وعام 2025 سوف يرد من حوالي 440 مدينة من الأسواقالنامية، وأن 95% من هذه المدن النامية تعتبر مدنا صغيرة ومتوسطة التي لم يسمع عنها من قبل أو ما قد يشار إليها علي الخرائط، کما توقعت بذلک دراسة صادرة من معهد ماکينزي العالمي MGI عام 2012 تحت عنوان "العالم الحضري: المدن وصعود الطبقة المستهلکة".

وفي هذا السياق الحادث حديثا يتضح أن مدنا مثل دبي بالإمارات العربية، شنجهاي بالصين، هينسنثو بشمال تيوان، وولاية سانتا کاتارينا بالبرازيل، وتيانجين المدينة الواقعة 120 کيلو متر جنوب  مدينة بکين الصينية  تعتبر جميعها من أمثلة تلک المدن النامية. کما تم تقدير أن  الناتج المحلي الإجمالي لجزيرة تيوان  في الصينوصل لحوالي 130 بليون دولا  في عام 2000   مما جعله نفس حجم  الناتج المحلي الإجمالي لمدينة استکهولمعاصمة السويد علي سبيل المثال. ومن المتوقع أنه في عام 2025 سوف يصل الناتج  المحلي الإجمالي لمدينة تيانجبن الصينية لما يقرب من 625 بليوندولار بما يقارب من نصف الناتج المحلي الإجمالي لدولة  مثل السويد.

وفي حالة مصر التي قامت بالإسرع في إنشاء المدن الجديدة، فقد تم إنشاء هذه المجتمعات الحضرية الجديدة في العديد من محافظات مصر في العقود الثلاثة الأخيرة ونفذتها هيئة المجتمعات العمرانية حيث تم التخطيط والتنفذ لهذه المدن علي أحدث النظم التخطيطية، وروعي في إقامتها  بعيدا عن الشريط الضيقلوادي النيل بغية الحد من الزحف العمراني علي الأراضي الزراعيةوقد  تم إنشاء في المراحل الأولي حوالي 23  مدينة جديدة  بدءا من مدينة العاشر من رمضان، مدينة السادات، السادس من أکتوبر، برج العرب ، الشروق، القاهرة الجديدة، وغيرها التي تتسع کل منها علي أکثر من مليون نسمة حاليا. وعلي نفس النهج اضطلعت الدولة المصرية حديثا بإنشاء المدن الجديدة العملاقة کما في حالة  کل من العاصمة الإدارية الجديدة التي سوف تستوعب في مرحلتها الأولي ما يقرب من سبعة ملايين نسمة ونقل ما يقرب من 50 ألف موظف إلي مقرات الوزارات بالحي الحکومي بها، ومدينة العالمين الجدبدة  بالساحل الشمالي والمتوقع أن تستوعب 3 مليون نسمة في مرحلتها الأولي، ومدينة الجلالة العالمية  کمنتجع سياحي بين البحر الأحمر والجبل، وغير ذلک من المشروعات العمرانية القائمة حليا.

ثانيا: تسريع التغيير التکنولوجي:

قوي التغيير العالمية الثانية تتمثل في تسريع مجال، وزن، وتأثير التکنولوجيا الاقتصادي. حيث أن التکنولوجيات من طباعة الصحيفة إلي آلة البخار والإنترنت کانت دائما قوي عالمية عظيمة في إنقلاب وتغيير الأوضاع  العالمية التي کانت سائدة. الاختلاف الحالي يتمثل في الانتشار المطلق للتکنولوجيا في حياتنا  وسرعة التغيير الناتج منها. وقد أخذ هذا التوجهة  حوالي 50 عاما لکي يجذب 500 مليون نسمة، لکن حديثا يلاحظ أن شبکة الفيسبوک الاجتماعيةجذبت ما يقرب من 6 مليون مستخدم لها في عامها الأول،  وقد تضاعف عدد المستخدمين 100 مرة في الأعوام الخمسة التالية لظهور هذه الشبکة الاجتماعية. کما أن الخدمة الصينية لرسائل النص والصوت بالهواتف المحمولة  WeChat صار يستخدمها حوالي 300 مليون مستخدم  أکثر من کل السکان البالغين في  الولايات المتحدة الأمريکية. کما صار هذا التغيرالسريع للتکنولوجيا يدعو للإبداع المتسارع أيضا.

وفي عام 2009 أي بعد عامين فقط من إطلاق هواتف iPhone المحمولة أنشأ المطورون حوالي 150 ألف تطبيق، وفي عام 2014 زاد عدد التطبيقات لحوالي مليون ومائتي ألف تطبيق، وفي نفس الوقت أنزل Download المستخدمون  أکثر من 75 بليون تطبيق أي أکثر من عشرة تطبيقاتلکل شخص متواجد علي الکرة الأرضية. وقد تم کل هذا التطور من خلال الإبداع  المتضاعف  الذي إنتشر في السنوات الحديثة  وکان  مهيئا للتغييرات المتنامية  الحادثة  المصاحبة بلقوي الحدس البشرية للاستباق الحالية.

کما أن قوي المعالجة والتواصل صارت تمثل  أيضاجزءا من أبعاد تسريع التغيير التکنولوجي الحالي فقط فقط ؛وساهم  أيضا في مضاعفة هذاالتغيير التکنولوجي الحادث  بزوغ  ثورة البيانات المصاحبة التي تضع کميات معلومات ضخمة غير مسبوقة في أيدي المستهلکين والأعمال علي حد سواء؛ هذا إلي جانب إنتشار نماذج الأعمال المدعمة تکنولوجيا من خلال منصات تجار التجزئة علي الخط  کما في حالة تطبيقات موقع علي باباAliBaba الصيني إلي تطبيقات إستدعاء السيارات کما في حالة أوبر Uber .

الشکر کل الشکر يرجع لتضخيم کل هذه القوي التکنولوجية بشکل متبادل مما أدي لاستفادة بشرا أکثر وأکثر  لکي يتمتعوا من عصر ذهبي خاص بالأدوات، الاتصال الفوري،والمعلومات التي لا حدود لها. کما أن التکنولوجيا  المتقدمة والناشئة صارت تقدم وعدا للتقدم الاقتصادي ، مع اکتساب قياسات بسرعة مذهلة،  بينما تستخدم رأسمال  صغير نسبيا. في هذه البيئة التکنولوجية المتسارعة تمتع مجتمع ريادات الأعمال والشرکات المنشأة حديثا بصفة متکررة من مزايا الأعمال المنشأة الکبيرة. وأدت هذه الوتيرة لاعتماد کل من التکنولوجيا والإبداع في تعقد دورة حياة الشرکات ودفع متخذي القرارات للإلتزام بالموارد المتاحة بسرعة أکثر وأکثر.

ثالثا: قوي الاستجابة لتحدياتعالم المسنين:

هناک تنبؤات بأن عدد السکان في عالم المستقبل سوف يشتمل علي مسننين أکثر، کما أن معدل الإخصاب سوف يکون أقل مما هو عليه حاليا، حيث أن سکلن العالم سوف يشيب بشکل أکبر في الحقبة المستقبلية. وتکون الشيخوخة واضحدة في الاقتصاديات المتقدمة لبعض الوقت، علي سبيل المثال يمکن ملاحظة أن سکان اليابان وروسيا إنخفض خلال السنوات القليلة الماضية وأن العجز الديموجرافي انتشر أيضا في الصين وعاجلا سوف يصل إلي أمريکا اللاتينية. ولأول مرة  في التاريخ البشري، تعني الشيخوخة أن عدد سکان العالم وخاصة في الدول النامية سوف يستقر حيث أنه في مدي ثلاثين سنة فيما مضي کان ما يقرب من نسبة صغيرة من السکان يعيشون في دول ذات معدل خصوبة متدني لحد ما من أولئک الذين احتاجوا للإحلال  کل جيل. لکن في عام 2013 صار حوالي 60% من سکان العالم يعيشون في دول بمعدل خصوبة متدني من معدل الاستبدال مما يمثل تغييرا في الترکيبة  السکانية العالمية.

وتتوقع الوکالة الأوروبية أنه في عام 2060 سوف يتقلصسکان دولة مثل ألمانيا  ليصل فقط لحوالي 30 مليون نسمة  مما قد يمثل مستوي أقل من سکان فرنسا. کما أن قوي العمل في الصين الذي يلغ ذروته في عام 2012 بسبب الاتجاهات الديموجرافية المدفوعة يالدخل، بينما في تايلاند إنخفض معدل الخصوبة من خمسة في سبعينيات القرن العشرين الماضي  إلي واحد وربع حاليا، مع العلم أن قوي العمل أقل سوف تضع عبئا أکبر علي الإنتاجية ودفع النمو، مما  قد يسبب إعادة التفکير في مدي إمکانيات الاقتصاد تلبية متطلبات أي تنمية مستهدفةوبذلک تعتبر العناية بالمسنيين أي کبار السن من السکان وزيادة أعدادهم ضغطا ملحا علي نمو التحويلات الحکومية .

رابعا: التجارة، البشر، التمويل والبيانات المرتبطة أعظم عالميا:

قوي إتجاهات التغيير الرابعة والأخيرة تتمثل في الدرجة التي سوف يکون عليها العالم أکثر ترابطا من خلال التجارة، تحرکات رأس المال، البشر والمعلومات  (أي البيانات والاتصالات) التي يطلق عليها التدفقات التجارية والتمويلية، اللتين کانتا دائما يطلق عليهما العولمة منذ مدة طويلة، إلا أنه في العقود الحديثة صار يتواجد تحول جوهري متمثلا في أنه بدلا من سلاسل الخطوط التي تربط محاور تجارية رئيسية في أوروبا وشمال أمريکا، إمتد نظام التجارة العالمي  واتسع عبر شبکة الويب المترامية الأطراف المعقدة والمتداخلة. أما القارة الأسيوية فقد أصيحت تمثل أکبر منطقة تجارية في تدفقات الجنوب بين الأسواق الناشئة التي تضاعفت نسبة مشارکتها في التجارة العالمية خلال العقودالأخيرة الماضية. وفي هذا  الإطار إرتفع حجم التجارة بين الصين وأفريقيا من 9 بليون دولار في عام 2000 إلي 211 بليون دولار في عام 2012، کما أن تدفقات رأس المال العالمي إمتدت 25 مرة بين عامي 1980 و 2007، وإجتاز أکثر من بليون شخص الحدود في عام 2009 وکان ذلک ممثلا  خمسة مرات العدد الذي کان عليه عام 1980.

 

هذه الأنواع الأربعة  من القوي الرئيسية  ارنبطت بقوي التغيير العالمي توقفت مؤقتا خلال فترة الرکود العالمي عام 2008، إلا أنها إنتعشت وتعافت قليلا منذ ذلک الوقت، لکن الإرتباطات التي أقامتها التکنولوجيات الناشئة المتقدمة سارت بدون إنقطاع. ومع زيادة سرعة التطوير الحادث فقد أذن ذلک بدخول مرحلة حيوية ديناميکية جدية للعولمة التي أنشأت فرصا غير مسبوقة کما أثارت تقلبات غير متوقغة.

الاستنتاج وإعادة الحدس:

قوي التغيير العالمية الأربعة هذه جمعت وتيرة النمو في الحجم، وبدأت مجتمعة ومترابطة معا وضمنت تأثيرا ماديا علي الاقتصاد العالمي في مطلع القرن الحادي والعشرين الحالي. أي أنه في الحقبة الحالية صارت هذه القوي الأربعة مؤدية للتغيير واضطراب الأنماط التي کان سائدة طويلا في الأسواق الافتراضية ، وفي کل قطاع الاقتصاد العالمي.، وکل جانب من حياتنا فيالواقع أيضا

وفي واقع الأمر يمکننا ملاحظة أن قوي التغيير الأربعة هذه تحدث في نفس الوقت حاليا، مما يعني أن العالم المعاصر يتغيير بصفة راديکالية أکثر من مدي تأثير قوة منفردة التي نمي فيه کثير منا وشکل أبعاد حدسنا کأساس لاتخاذ القرار. وقدأدي ذلک إلي الفوضي مع التنبؤات والخطط المبدئية التي أنجزت ببساطة من خلال استقراء التجربة الحديثة التي تم التوصل لها. وکثير من الافتراضات والميول والعادات التي ثبت منذ فترة طويله أنها موثوق منها للغاية فقد الکثير منها من أي صدي لها فجأة. أما في الوقت الحالي، لا توجد بيانات ونصيحة تجاه ذلک. وحاليا نشاهد أن أجهزة المحمول کما في حالة کل من iPhone وSamsung Glaxy تشتمل علي بيانات وقوة معالجة أکثر کثيرا من الحاسبات العملاقة الأصلية السابقة. ومع ذلکنعمل حاليا في عالم يکون فيه المتنبئين المهنيين  غير مدرکين لذلکبشکل خاصبطريقة روتينية. وبالطبع، يرجع ذلک جزئيا بسبب أن الحدس البشري ما زال يدعم عملية اتخاذ القرار کثيرا.

وقد شکل الحدس البشري بواسطة مجموعة من الخبرات والآراء عن کيف تعمل الأشياء خلال الوقت عندما تکون التغييرات تعاقبية ومتنبأ بها في بعض الأحيان. وقد استفادت العولمة من الأسواق المفتوحة، المنشأة جيدا والمرتبطة جيدا أيضا بسهولة نسبية. کما أن أسواق العمل وظفتبموثوقية کبيرة. وفي نفس الوقت،  يمکن ملاحظة إنخفاض أسعار الموارد المحتاج لها، إلا أن ذلک لا يمثل کيف يحتمل العمل في المستقبل. وعند النظر إلي العالم  الحالي من خلال مرآة خلفية واتخاذ قرارات بناءا علي الحدس البشري المبني علي الخبرةيوجد احتمال الخطأ في هذا التصور. حيث أنه في العالم الجديد، يحتاج کل من المديرين، صانعي السياسة والأفراد جميعا إلي الحاجة للتدقيق في أبعاد حدسهم من المبادئ الأولي وإعادة ضبطها بجرأة متناهية إذا لزم الأمر ذلک. ويمثل ذلک حقيقة للمنظمات التي تمتعت بنجاح عظيم بصفة خاصة.

وهناک قدر کبير من العمل المتعين القيام به نحو تحقيق ذلک. حيث نحتاج إدراک قدرا کبيرا مما نفکر في معرفته عن کيف أن العالم يعمل بطريقة قد تکون خطأ من أجل السيطرة علي تحويل القوي التخريبية للاقتصاد العالمي؛ ولتعريف الاتجاهات طويلة الأمد التي تتکسر علي المدي البعيد؛ ولتطوير الشجاعة والبصيرة المحناج لها لمسح الطوابق الفکرية والإعداد للاستجابة. هذه الدروس تنطبق علي صناع السياسة ومديري الأعمال بنفس القدر. کما أن عملية إعادة ضبط نظام الملاحة الداخلي لدي الأشخلص لا يمکن أن يبدأ بالسرعة الکافية أيضا.

 

وعلي ذلک توجد ضرورة  ملحة من أجل التکيف مع هذه الحقائق الجديدة. ولکل هذه البراعة، الإبداع والخيال المصاحب للجنس البشري يوجد ميل نحو البطؤفي تبني إتجاهات التغيير، ألي جانب تواجد رغبة بشرية قوية   للبدء نحو المستقبل  کما کان عليه الأمر في الماضي أيضا، وبذلک إن إکتساب منظور واضح عن کيف يمکننا التفاوض علي تغيير المشهد سوفيساعد في الإعداد للنجاح المستهدف لحد کبير.

من  الملاحظ أننا بدأنا في إعادة کتابة النظام العالي من جديد، حيث أن إعادة تشکيل الإتجاهات العالمية حتمت هذه الإعادة والتهيئة للواقع الجديد. فالثوارات الصناعية التي حدثت  حتي آواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ساهمت وأدت لبزوغ قوي جديدة غيرت کل شيء  کان متواجدا تقريبا. وفي  القرن الحادي والعشرين الحالي إحتد الجدال والنقاش حول التحول الدراماتيکي الحادث في مدي إلتقاء أربعة قوي تغيير عالمية أساسية ذات تأثيرجوهري ترتب عليها مجتمعة حدوث تغييرات عالمية أعظم للإقتصاد العالمي التي لم يسبق لها مثيل من قبل، وتمثلت في أن أثارها تمثلت في أنها أسرعتأثيرا أضعاف المرات علي البشرية. وعلي الرغم من معرفتنا بحدوث هذه المتغيرات الجذرية، إلا أننا حتي الآن  نفشل في فهم حجمها الکامل وتأثيراتها التي سوف تنتج ما يؤدي منها لتضخيم الآثار الناتجة من بعضها. هذه الإتجاهات العالمية الحديثة صارت تکتسب کل من القوة، الحجم والتأثير عند تفاعلها جميعا معا وإرتباط ببعضها ببعض في التغيير والتأثير اللحظي الحادث منها مجتمعة.

وفيما يلي إستعراض  لقوي التغيير العالمية الأساسية  الأربعة المؤثرة علي إتجاهات الواقع:

أولا: عصر التحضر:

القوة الأساسية الأولي  تمثلتحول ترکيز النشاط الاقتصادي وديناميکة الأسواق النامية کما في الصين وفي کثير من مدن العالم المتقدم. هذه الأسواق الناميةإتجهت خلال ثورات صناعية وحضرية  متزامنة تجعتنحو تحويل مرکز الاقتصاد العالمي شرقاوجنوبا بسرعة لم تشاهد مثيل لها من قبل. وحديثا في القرن الحادي والعشرين الحالي يمکننا ملاحظة أن الشرکات العالمية الأکبر کما في حالة شرکات مثل أيرباس، آي. بي. إم.، نسلة، کوکاکولا وغيرها يتواجد مراکزها الرئيسية في الدول المتقدمة اقتصاديا.  ويتنبأ أنه بحلول عام 2025  سوف تکون الصين مرکزا لشرکات کبيرة أکثر مما لدي الولايات المتحدة الأمريکية أو أوروبا، کما يتوقع أن نصف شرکات العالم تقريبا أو أکثر سوف يبلغ عائد کل منها ما يقرب من بليون دولار أو أکثر وسوف يکون المرکز الرئيس  لکل منها  في أسواق نامية حديثا.

وربما بنفس القدر من الأهمية سوف يتحول ترکيز الاقتصاد العالمي مع نمو هذه الأسواق النامية. ومن الملاحظ أن سکان المدن الحضرية العالمية إرتفع بمتوسط وصل لحوالي 65 مليون نسمة سنويا خلال العقود الثلاثة الماضية أي ما يعادل إضافة ما يقرب من سبع مدن مثل مدبنة شيکاجو الأمريکية سنويا. کما أن تقريبانصف نمو الناتج المحلي الإجمالي  GDP العالمي بين عام 2010 وعام 2025 سوف يرد من حوالي 440 مدينة من الأسواقالنامية، وأن 95% من هذه المدن النامية تعتبر مدنا صغيرة ومتوسطة التي لم يسمع عنها من قبل أو ما قد يشار إليها علي الخرائط، کما توقعت بذلک دراسة صادرة من معهد ماکينزي العالمي MGI عام 2012 تحت عنوان "العالم الحضري: المدن وصعود الطبقة المستهلکة".

وفي هذا السياق الحادث حديثا يتضح أن مدنا مثل دبي بالإمارات العربية، شنجهاي بالصين، هينسنثو بشمال تيوان، وولاية سانتا کاتارينا بالبرازيل، وتيانجين المدينة الواقعة 120 کيلو متر جنوب  مدينة بکين الصينية  تعتبر جميعها من أمثلة تلک المدن النامية. کما تم تقدير أن  الناتج المحلي الإجمالي لجزيرة تيوان  في الصينوصل لحوالي 130 بليون دولا  في عام 2000   مما جعله نفس حجم  الناتج المحلي الإجمالي لمدينة استکهولمعاصمة السويد علي سبيل المثال. ومن المتوقع أنه في عام 2025 سوف يصل الناتج  المحلي الإجمالي لمدينة تيانجبن الصينية لما يقرب من 625 بليوندولار بما يقارب من نصف الناتج المحلي الإجمالي لدولة  مثل السويد.

وفي حالة مصر التي قامت بالإسرع في إنشاء المدن الجديدة، فقد تم إنشاء هذه المجتمعات الحضرية الجديدة في العديد من محافظات مصر في العقود الثلاثة الأخيرة ونفذتها هيئة المجتمعات العمرانية حيث تم التخطيط والتنفذ لهذه المدن علي أحدث النظم التخطيطية، وروعي في إقامتها  بعيدا عن الشريط الضيقلوادي النيل بغية الحد من الزحف العمراني علي الأراضي الزراعية.  وقد  تم إنشاء في المراحل الأولي حوالي 23  مدينة جديدة  بدءا من مدينة العاشر من رمضان، مدينة السادات، السادس من أکتوبر، برج العرب ، الشروق، القاهرة الجديدة، وغيرها التي تتسع کل منها علي أکثر من مليون نسمة حاليا. وعلي نفس النهج اضطلعت الدولة المصرية حديثا بإنشاء المدن الجديدة العملاقة کما في حالة  کل من العاصمة الإدارية الجديدة التي سوف تستوعب في مرحلتها الأولي ما يقرب من سبعة ملايين نسمة ونقل ما يقرب من 50 ألف موظف إلي مقرات الوزارات بالحي الحکومي بها، ومدينة العالمين الجدبدة  بالساحل الشمالي والمتوقع أن تستوعب 3 مليون نسمة في مرحلتها الأولي، ومدينة الجلالة العالمية  کمنتجع سياحي بين البحر الأحمر والجبل، وغير ذلک من المشروعات العمرانية القائمة حليا.

ثانيا: تسريع التغيير التکنولوجي:

قوي التغيير العالمية الثانية تتمثل في تسريع مجال، وزن، وتأثير التکنولوجيا الاقتصادي. حيث أن التکنولوجيات من طباعة الصحيفة إلي آلة البخار والإنترنت کانت دائما قوي عالمية عظيمة في إنقلاب وتغيير الأوضاع  العالمية التي کانت سائدة. الاختلاف الحالي يتمثل في الانتشار المطلق للتکنولوجيا في حياتنا  وسرعة التغيير الناتج منها. وقد أخذ هذا التوجهة  حوالي 50 عاما لکي يجذب 500 مليون نسمة، لکن حديثا يلاحظ أن شبکة الفيسبوک الاجتماعيةجذبت ما يقرب من 6 مليون مستخدم لها في عامها الأول،  وقد تضاعف عدد المستخدمين 100 مرة في الأعوام الخمسة التالية لظهور هذه الشبکة الاجتماعية. کما أن الخدمة الصينية لرسائل النص والصوت بالهواتف المحمولة  WeChat صار يستخدمها حوالي 300 مليون مستخدم  أکثر من کل السکان البالغين في  الولايات المتحدة الأمريکية. کما صار هذا التغيرالسريع للتکنولوجيا يدعو للإبداع المتسارع أيضا.

وفي عام 2009 أي بعد عامين فقط من إطلاق هواتف iPhone المحمولة أنشأ المطورون حوالي 150 ألف تطبيق، وفي عام 2014 زاد عدد التطبيقات لحوالي مليون ومائتي ألف تطبيق، وفي نفس الوقت أنزل Download المستخدمون  أکثر من 75 بليون تطبيق أي أکثر من عشرة تطبيقاتلکل شخص متواجد علي الکرة الأرضية. وقد تم کل هذا التطور من خلال الإبداع  المتضاعف  الذي إنتشر في السنوات الحديثة  وکان  مهيئا للتغييرات المتنامية  الحادثة  المصاحبة بلقوي الحدس البشرية للاستباق الحالية.

کما أن قوي المعالجة والتواصل صارت تمثل  أيضاجزءا من أبعاد تسريع التغيير التکنولوجي الحالي فقط فقط ؛وساهم  أيضا في مضاعفة هذاالتغيير التکنولوجي الحادث  بزوغ  ثورة البيانات المصاحبة التي تضع کميات معلومات ضخمة غير مسبوقة في أيدي المستهلکين والأعمال علي حد سواء؛ هذا إلي جانب إنتشار نماذج الأعمال المدعمة تکنولوجيا من خلال منصات تجار التجزئة علي الخط  کما في حالة تطبيقات موقع علي باباAliBaba الصيني إلي تطبيقات إستدعاء السيارات کما في حالة أوبر Uber .

الشکر کل الشکر يرجع لتضخيم کل هذه القوي التکنولوجية بشکل متبادل مما أدي لاستفادة بشرا أکثر وأکثر  لکي يتمتعوا من عصر ذهبي خاص بالأدوات، الاتصال الفوري،والمعلومات التي لا حدود لها. کما أن التکنولوجيا  المتقدمة والناشئة صارت تقدم وعدا للتقدم الاقتصادي ، مع اکتساب قياسات بسرعة مذهلة،  بينما تستخدم رأسمال  صغير نسبيا. في هذه البيئة التکنولوجية المتسارعة تمتع مجتمع ريادات الأعمال والشرکات المنشأة حديثا بصفة متکررة من مزايا الأعمال المنشأة الکبيرة. وأدت هذه الوتيرة لاعتماد کل من التکنولوجيا والإبداع في تعقد دورة حياة الشرکات ودفع متخذي القرارات للإلتزام بالموارد المتاحة بسرعة أکثر وأکثر.

ثالثا: قوي الاستجابة لتحدياتعالم المسنين:

هناک تنبؤات بأن عدد السکان في عالم المستقبل سوف يشتمل علي مسننين أکثر، کما أن معدل الإخصاب سوف يکون أقل مما هو عليه حاليا، حيث أن سکلن العالم سوف يشيب بشکل أکبر في الحقبة المستقبلية. وتکون الشيخوخة واضحدة في الاقتصاديات المتقدمة لبعض الوقت، علي سبيل المثال يمکن ملاحظة أن سکان اليابان وروسيا إنخفض خلال السنوات القليلة الماضية وأن العجز الديموجرافي انتشر أيضا في الصين وعاجلا سوف يصل إلي أمريکا اللاتينية. ولأول مرة  في التاريخ البشري، تعني الشيخوخة أن عدد سکان العالم وخاصة في الدول النامية سوف يستقر حيث أنه في مدي ثلاثين سنة فيما مضي کان ما يقرب من نسبة صغيرة من السکان يعيشون في دول ذات معدل خصوبة متدني لحد ما من أولئک الذين احتاجوا للإحلال  کل جيل. لکن في عام 2013 صار حوالي 60% من سکان العالم يعيشون في دول بمعدل خصوبة متدني من معدل الاستبدال مما يمثل تغييرا في الترکيبة  السکانية العالمية.

وتتوقع الوکالة الأوروبية أنه في عام 2060 سوف يتقلصسکان دولة مثل ألمانيا  ليصل فقط لحوالي 30 مليون نسمة  مما قد يمثل مستوي أقل من سکان فرنسا. کما أن قوي العمل في الصين الذي يلغ ذروته في عام 2012 بسبب الاتجاهات الديموجرافية المدفوعة يالدخل، بينما في تايلاند إنخفض معدل الخصوبة من خمسة في سبعينيات القرن العشرين الماضي  إلي واحد وربع حاليا، مع العلم أن قوي العمل أقل سوف تضع عبئا أکبر علي الإنتاجية ودفع النمو، مما  قد يسبب إعادة التفکير في مدي إمکانيات الاقتصاد تلبية متطلبات أي تنمية مستهدفة.  وبذلک تعتبر العناية بالمسنيين أي کبار السن من السکان وزيادة أعدادهم ضغطا ملحا علي نمو التحويلات الحکومية .

رابعا: التجارة، البشر، التمويل والبيانات المرتبطة أعظم عالميا:

قوي إتجاهات التغيير الرابعة والأخيرة تتمثل في الدرجة التي سوف يکون عليها العالم أکثر ترابطا من خلال التجارة، تحرکات رأس المال، البشر والمعلومات  (أي البيانات والاتصالات) التي يطلق عليها التدفقات التجارية والتمويلية، اللتين کانتا دائما يطلق عليهما العولمة منذ مدة طويلة، إلا أنه في العقود الحديثة صار يتواجد تحول جوهري متمثلا في أنه بدلا من سلاسل الخطوط التي تربط محاور تجارية رئيسية في أوروبا وشمال أمريکا، إمتد نظام التجارة العالمي  واتسع عبر شبکة الويب المترامية الأطراف المعقدة والمتداخلة. أما القارة الأسيوية فقد أصيحت تمثل أکبر منطقة تجارية في تدفقات الجنوب بين الأسواق الناشئة التي تضاعفت نسبة مشارکتها في التجارة العالمية خلال العقودالأخيرة الماضية. وفي هذا  الإطار إرتفع حجم التجارة بين الصين وأفريقيا من 9 بليون دولار في عام 2000 إلي 211 بليون دولار في عام 2012، کما أن تدفقات رأس المال العالمي إمتدت 25 مرة بين عامي 1980 و 2007، وإجتاز أکثر من بليون شخص الحدود في عام 2009 وکان ذلک ممثلا  خمسة مرات العدد الذي کان عليه عام 1980.

 

هذه الأنواع الأربعة  من القوي الرئيسية  ارنبطت بقوي التغيير العالمي توقفت مؤقتا خلال فترة الرکود العالمي عام 2008، إلا أنها إنتعشت وتعافت قليلا منذ ذلک الوقت، لکن الإرتباطات التي أقامتها التکنولوجيات الناشئة المتقدمة سارت بدون إنقطاع. ومع زيادة سرعة التطوير الحادث فقد أذن ذلک بدخول مرحلة حيوية ديناميکية جدية للعولمة التي أنشأت فرصا غير مسبوقة کما أثارت تقلبات غير متوقغة.

الاستنتاج وإعادة الحدس:

قوي التغيير العالمية الأربعة هذه جمعت وتيرة النمو في الحجم، وبدأت مجتمعة ومترابطة معا وضمنت تأثيرا ماديا علي الاقتصاد العالمي في مطلع القرن الحادي والعشرين الحالي. أي أنه في الحقبة الحالية صارت هذه القوي الأربعة مؤدية للتغيير واضطراب الأنماط التي کان سائدة طويلا في الأسواق الافتراضية ، وفي کل قطاع الاقتصاد العالمي.، وکل جانب من حياتنا فيالواقع أيضا. 

وفي واقع الأمر يمکننا ملاحظة أن قوي التغيير الأربعة هذه تحدث في نفس الوقت حاليا، مما يعني أن العالم المعاصر يتغيير بصفة راديکالية أکثر من مدي تأثير قوة منفردة التي نمي فيه کثير منا وشکل أبعاد حدسنا کأساس لاتخاذ القرار. وقدأدي ذلک إلي الفوضي مع التنبؤات والخطط المبدئية التي أنجزت ببساطة من خلال استقراء التجربة الحديثة التي تم التوصل لها. وکثير من الافتراضات والميول والعادات التي ثبت منذ فترة طويله أنها موثوق منها للغاية فقد الکثير منها من أي صدي لها فجأة. أما في الوقت الحالي، لا توجد بيانات ونصيحة تجاه ذلک. وحاليا نشاهد أن أجهزة المحمول کما في حالة کل من iPhone وSamsung Glaxy تشتمل علي بيانات وقوة معالجة أکثر کثيرا من الحاسبات العملاقة الأصلية السابقة. ومع ذلکنعمل حاليا في عالم يکون فيه المتنبئين المهنيين  غير مدرکين لذلکبشکل خاصبطريقة روتينية. وبالطبع، يرجع ذلک جزئيا بسبب أن الحدس البشري ما زال يدعم عملية اتخاذ القرار کثيرا.

وقد شکل الحدس البشري بواسطة مجموعة من الخبرات والآراء عن کيف تعمل الأشياء خلال الوقت عندما تکون التغييرات تعاقبية ومتنبأ بها في بعض الأحيان. وقد استفادت العولمة من الأسواق المفتوحة، المنشأة جيدا والمرتبطة جيدا أيضا بسهولة نسبية. کما أن أسواق العمل وظفتبموثوقية کبيرة. وفي نفس الوقت،  يمکن ملاحظة إنخفاض أسعار الموارد المحتاج لها، إلا أن ذلک لا يمثل کيف يحتمل العمل في المستقبل. وعند النظر إلي العالم  الحالي من خلال مرآة خلفية واتخاذ قرارات بناءا علي الحدس البشري المبني علي الخبرةيوجد احتمال الخطأ في هذا التصور. حيث أنه في العالم الجديد، يحتاج کل من المديرين، صانعي السياسة والأفراد جميعا إلي الحاجة للتدقيق في أبعاد حدسهم من المبادئ الأولي وإعادة ضبطها بجرأة متناهية إذا لزم الأمر ذلک. ويمثل ذلک حقيقة للمنظمات التي تمتعت بنجاح عظيم بصفة خاصة.

وهناک قدر کبير من العمل المتعين القيام به نحو تحقيق ذلک. حيث نحتاج إدراک قدرا کبيرا مما نفکر في معرفته عن کيف أن العالم يعمل بطريقة قد تکون خطأ من أجل السيطرة علي تحويل القوي التخريبية للاقتصاد العالمي؛ ولتعريف الاتجاهات طويلة الأمد التي تتکسر علي المدي البعيد؛ ولتطوير الشجاعة والبصيرة المحناج لها لمسح الطوابق الفکرية والإعداد للاستجابة. هذه الدروس تنطبق علي صناع السياسة ومديري الأعمال بنفس القدر. کما أن عملية إعادة ضبط نظام الملاحة الداخلي لدي الأشخلص لا يمکن أن يبدأ بالسرعة الکافية أيضا.

وعلي ذلک توجد ضرورة  ملحة من أجل التکيف مع هذه الحقائق الجديدة. ولکل هذه البراعة، الإبداع والخيال المصاحب للجنس البشري يوجد ميل نحو البطؤفي تبني إتجاهات التغيير، ألي جانب تواجد رغبة بشرية قوية   للبدء نحو المستقبل  کما کان عليه الأمر في الماضي أيضا، وبذلک إن إکتساب منظور واضح عن کيف يمکننا التفاوض علي تغيير المشهد سوفيساعد في الإعداد للنجاح المستهدف لحد کبير.