اتصالات وتکنولوجيا المعلومات تطرق أبواب قرى « حياة کريمة »

نوع المستند : آخبار التطورات العلمیة والتکنولوجیة الحدیثة

المؤلف

أستاذ متفرغ الحاسب الآلى ونظم المعلومات قسم الحاسب الآلى ونظم المعلومات أکاديمية السادات للعلوم الادارية

الموضوعات الرئيسية


6 مليار جنيه لربط مليون منزل بکابلات الألياف الضوئية..وبرامج لمحو الأمية الرقمية.
افتتاح المرحلة الأولى لمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية.
تعکف وزارة الاتصالات وتکنولوجيا المعلومات على تنفيذ حزمة من المشروعات والمبادرات المهمة خلال 2022، لمواصلة خططها لبناء مصر الرقمية، وتحقيق التحول الرقمي، منها الإطلاق الرسمى لمنصة مصر الرقمية لتقديم کل الخدمات الحکومية إلکترونيا، وافتتاح 7 مراکز إبداع مصر الرقمية لرعاية الإبداع، وکذلک افتتاح المرحلة الأولى من مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وافتتاح متحف البريد المصرى بعد تطويره.
وتستحوذ المبادرة الرئاسية «حياة کريمة» على حيز کبير من خطط وأنشطة الوزارة خلال عام 2022، حيث تسابق الزمن لتنفيذ عدد من المشروعات الهامة فى إطار مشارکتها فى المرحلة الأولى من المشروع القومى لتطوير القرى المصرية، لرفع کفاءة البنية التحتية المعلوماتية للقرى ونشر الثقافة الرقمية لخلق مجتمع رقمى تفاعلى بما يعزز الجهود المبذولة لبناء مصر الرقمية وتمکين المواطنين من الاستخدام الفعال لتکنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ويقول الدکتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتکنولوجيا المعلومات، إن «حياة کريمة» تعد أحد أهم المشروعات التنموية على مستوى العالم، حيث تسهم فى تغيير حياة ما يقارب من 60 مليون مواطن فى کل ربوع مصر من خلال تطوير 4500 قرية مصرية، موضحا أن خطة عمل الوزارة فى هذه المبادرة تقوم على أربعة محاور، هى ربط القرى بکابلات الألياف الضوئية لرفع کفاءة خدمات الإنترنت لمليون منزل بتکلفة تصل إلى نحو 5.8 مليار جنيه، والعمل على تطوير نحو ألف منفذ بريدى وتزويد المکاتب بماکينات الصرف الآلى، بالإضافة إلى تحسين جودة خدمات الاتصالات من خلال تزويد القرى بمحطات شبکات المحمول بعدد 1000 برج تشارکى، فضلا عن محو الأمية الرقمية وبناء القدرات فى مجال التکنولوجيا، والتمکين الاقتصادى الرقمى لأهالى القرى.

 


وباستعراض محاور عمل قطاع الاتصالات فى مبادرة «حياة کريمة»، نجد أن المحور الأول هو تطوير البنية التحتية للاتصالات من خلال إنشاء شبکة کوابل الألياف الضوئية، حيث يعد الإنترنت عالى السرعة ذو النطاق العريض الثابت أمرًا حيويًا وحتميًا للمواطن، لا يقل أهمية عن المياه النظيفة والکهرباء، کما أنه يمنح المواطنين فرصة لتلقى تدريب وتعليم أفضل وفرص عمل أوسع، لذلک تهدف الوزارة إلى تطوير الخدمات والمرافق لنحو 4500 قرية مصرية، لاسيما المبانى الحکومية والمنازل والمستشفيات والمدارس ومراکز الخدمات وغيرها، حيث يبلغ عدد المستفيدين أکثر من ثلاثة ملايين أسرة، وسيتم ربط المبانى فى هذه القرى باستخدام شبکة الألياف الضوئية فى غضون ثلاث سنوات، وخلال المرحلة الأولى سيتم إنشاء شبکة من کابلات الألياف الضوئية تهدف إلى ربط 1400 قرية تتضمن مليون مبنى فى عام واحد، وفى المراحل القادمة ستتم تغطية کامل القرى المستهدفة.
کما يتضمن تطوير البنية التحتية، تقوية شبکات المحمول، حيث تعمل الوزارة على توفير البنية التحتية لخدمات الهاتف المحمول وتهتم بمشروع الأبراج الخلوية، لتغطية جميع المناطق المستهدفة بخدمات الهاتف المحمول، ويتم بناء عدد ضخم من الأبراج التى سوف تقام فى القرى والمناطق التى تشملها المبادرة، لتقوية خدمات الاتصالات والإنترنت. ويتضمن المحور الثانى إتاحة الخدمات البريدية المتطورة، حيث يجرى العمل على تطوير حوالى 1000 مکتب للبريد المصرى فى القرى المستهدفة، مع تزويد جميع المکاتب بماکينات الصراف الآلى للتسهيل على المواطنين صرف مستحقاتهم النقدية، وذلک لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين ولتحويل مکاتب البريد إلى منافذ تهدف إلى تقديم الخدمات الحکومية الإلکترونية.
فيما يتضمن المحور الثالث تعزيز التنمية البشرية، حيث تتبنى وزارة الاتصالات حملة «محو الأمية الرقمية»فى إطار مبادرة «حياة کريمة» بوصفها جانبًا من الجهود التى تبذلها لتعزيز الشمول الرقمى ومحو الأمية الرقمية وبناء وتطوير قدرات المواطن المصري، کما تعقد الوزارة ندوات تثقيفية لبناء القدرات ومحو الأمية الرقمية للمواطنين من کل الفئات المجتمعية فى القرى المستهدفة، هذا إلى جانب التعاون المشترک مع وزارة التنمية المحلية لتوفير فرص عمل للشباب وهى «شغلک جنب قريتک»، و»شغلک من بيتک»، و»مستقبلنا رقمي» لتنفيذها ضمن المبادرة لتأهيل الشباب من الجنسين بالقرى المستهدفة لسوق العمل الحر والعمل عن بعد داخل مصر وخارجها وتوفير فرص عمل لهم فى شرکات تکنولوجيا المعلومات بما يساعد فى توفير دخل شهرى وحياة کريمة لهم، إضافة إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر عبر صندوق التنمية المحلية وبرنامج مشروعک، حيث يمکن أن يوفر جزءًا من ذلک التمويل لدعم المشروعات المرتبطة بتکنولوجيا الاتصالات والمعلومات، بما يساعد فى توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. وأشار الدکتور عمرو طلعت، إلى أنه من بين المشروعات التى سيتم افتتاحها خلال 2022، الإطلاق الرسمى لمنصة مصر الرقمية، موضحا أنه فى إطار إستراتيجية مصر الرقمية لتحقيق التحول الى مجتمع رقمى متکامل، تم تنفيذ مشروع قومى ضخم لإنشاء منظومة رقمية متکاملة مؤمنة لتحقيق نقلة نوعية فى الخدمات الحکومية للمواطنين، بما يسمح بإتاحتها رقميا بشکل مبسط يوفر الوقت والجهد ويقضى على الروتين والفساد من خلال فصل مقدم الخدمة عن المتلقي، موضحا أنه تم بناء البنية التکنولوجية اللازمة لميکنة قطاعات الدولة بما يتيح تقديم خدمات حکومية رقمية من خلال أربعة منافذ تلائم جميع أفراد المجتمع وهى منصة مصر الرقمية، والهاتف المحمول، ومرکز الاتصال ومکاتب البريد.
وقال إنه تمت التشغيل التجريبى للمنصة من خلال إطلاق قرابة ١٠٠ خدمة ضمن حزم خدمات التموين، والمرور، والشهر العقاري، والتوثيق، والأحوال المدنية، والتأمينات الاجتماعية، والسجل التجاري، والمحاکم والقضايا، والضريبة العقارية، مع إتاحة وسائل سداد متعددة للدفع الإلکتروني، کما تم إضافة خطوط ربط تبادلية من أجل استمرارية الخدمة، وإتاحة خدمة إمکان متابعة موقف الخدمة، وکذلک خدمة توصيل المستندات المطلوبة للمنزل، بالإضافة إلى تحقيق التواصل المباشر مع المواطن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
کما سيشهد العام الجارى افتتاح سبعة مراکز إبداع مصر الرقمية، وکأحد أهم المشروعات التى أطلقتها الوزارة بهدف إتاحة التدريب التقنى ورعاية الإبداع بما تشمله من معسکرات العصف الذهني، وحاضنات ومسرعات أعمال للشرکات، مع تدريب القائمين على هذه الشرکات، وإقامة محافل للربط بينهم وبين المستثمرين، حيث شملت المرحلة الأولى من المشروع الانتهاء من انشاء سبعة مراکز بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، فيما تستهدف المرحلة الثانية من المشروع انشاء ١٠ مراکز أخرى فى العاصمة الإدارية الجديدة، والقاهرة، والجيزة، وبورسعيد، وبنها، والزقازيق، وکفر الشيخ، والفيوم، والوادى الجديد؛ والإسکندرية، حيث تبلغ استثمارات المرحلتين الأولى والثانية 1.5 مليار جنيه.
وأشار إلى أن العام الجديد سيشهد افتتاح المرحلة الأولى من مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة والتى تقام على أحدث النظم التکنولوجية کصرح تکنولوجى لدعم البحوث والابتکار فى التقنيات المتقدمة وجذب استثمارات الشرکات التکنولوجية العالمية وتوفير التدريب التقنى لإعداد أجيال واعدة قادرة على تنفيذ مشروعات بناء مصر الرقمية، موضحا أن التکلفة الإنشائية للمرحلة الأولى بلغت أکثر من 2 مليار جنيه، وتضم أربعة مبان حيث تشمل مبنى للابتکار والبحوث التطبيقية، وآخر للتدريب التقنى، ومبنى للبحوث والتطوير فى التکنولوجيا المساعدة، وجامعة مصر المعلوماتية.
ولفت إلى أن من بين المشروعات أيضا افتتاح متحف البريد المصرى بعد تطويره، بهدف إعادة فتحه للزائرين بعد عشرات السنين من إغلاقه، وتم الاعتماد فى عمليات التطوير على التقنيات الحديثة من خلال استخدام تقنيات الذکاء الاصطناعى والواقع المعزز لإثراء تجربة الزائرين، وتمت زيادة مساحة المتحف من ٥٠٠ متر مربع إلى ٦ ألاف متر مربع، کما تمت زيادة عدد قاعات المتحف من قاعتين إلى 15 قاعة.