الذکاء الاصطناعى.. الفرصة الذهبية!

«کورونا» ساعد فى تزايد «خوارزميات» الذکاء الاصطناعى فى التعليم
إدراج معدلات الذکاء الاصطناعى ضمن مؤشرات النمو الاقتصادى العالمى
‎8,6 تريليون دولار استثمارات العالم فى التحول الرقمى العام المقبل
جذب استثمارات تفوق المليار دولار سنويًا لمصر فى مجال الذکاء الاصطناعى
«الميتافيرس» أصبح سريعا للغاية واستثماراته ستصل إلى تريليون دولار حتى 2030
لن نحتاج وقتا لندرک أن العالم يتسابق حول الاستثمار فى مجالات الذکاء الاصطناعى ، ولم يعد خافيا أن إدماج تقنيات الذکاء الاصطناعى فى المؤسسات ينجز الأعمال بکفاءة عالية ، ويقضى على الإجراءات الروتينية والبيروقراطية فى المؤسسات الحکومية ، ويوفر ملايين من ساعات العمل سنويا ويدعم ميزانيات الدولة بفوائض کبيرة ، فالتطور المذهل فى الذکاء الاصناعى يجعل، کما يقول الخبراء «المستحيل اليوم ممکنا غدًا».
وخلال السنوات الخمس المقبلة سوف يتم إدراج معدلات الذکاء الاصطناعى ضمن مؤشرات النمو الاقتصادى العالمى، وکذلک نصيب الفرد من التکنولوجيا ، جنبا إلى جنب مع معدلات الدخل القومى، والناتج الإجمالى المحلى، وحجم التضخم، وغيرها من المؤشرات التى تقيس قوة الدولة اقتصاديًا.
وإذا کانت توقعات الخبراء وصول الاقتصاد الرقمى فى منطقة الشرق الأوسط الى 100 مليار دولار بنهاية العام المقبل ، والوصول باستثمارات العالم فى التحول الرقمى الى 8.6 تريليون دولار، فإنهم يتوقعون زيادة الإنفاق على سوق الذکاء الاصطناعى العالمى إلى تريليون دولار خلال 10 أعوام فى ظل ضخ کُبرى الشرکات العالمية ملايين الدولارات استثمارات فى هذا المجال !.
و مصر لديها الکثير من الفرص للاستثمار فى الذکاء الاصطناعى: والتحول الى مرکزٍ إقليمى يصدر هذه التقنيات الى إفريقيا والمنطقة العربية.
ولکن السؤال ، کيف يمکن لمصر ان تتحول الى مرکزٍ إقليمى فى هذه الصناعة ويتم تصديرها للخارج؟! . هذا ما يحاول التقرير التالى الإجابة عنه.
السباق نحو المستقبل

مصر لديها ثروات بشرية ضخمة ، وعقول مُبدعة قادرة على الاستغلال الأمثل لتقنيات الذکاء الاصطناعى ، ودعم الاقتصاد الرقمى بصورة کبيرة خلال العشر سنوات المقبلة.. بهذه النظرة استهل الدکتور محمد عبدالظاهر، الأکاديمى المصرى الرئيس التنفيذى لمؤسسة صحافة الذکاء الاصطناعى للبحث والاستشراف حديثه قائلا: «يجب على الدولة تبنى إدماج العديد من تقنيات الذکاء الاصطناعى فى المؤسسات الحکومية، الأمر الذى يسهم فى تقليل نفقات آلاف الوظائف التى يمکن للآلات القيام بها ، وکذلک تقليل الإنفاق الحکومى على الإجراءات الروتينية وتوفير ملايين الساعات اليومية فى بيئة العمل سنويا، مما يدعم ميزانية الدولة بصورة کبيرة، ناهيک عن استخدام العديد من الروبوتات لإنجاز الأعمال اليدوية بصورة أوسع وأکثر کفاءة.» ويستشهد د.عبدالظاهر بأنه يمکن للدولة بناء وحدات سکنية مميزة عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد، وبأسعار أقل کثيرا من التکلفة الحالية للوحدات العادية، متسائلا لماذا لا يکون هناک حى کامل فى العاصمة الإدارية مقام بطريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد، يشمل المحلات، والمکاتب، وسوف يوفر ملايين الدولارات، ويفتح أبوابا جديدة لتلک الصناعة فى مصر، وريادتها فى المنطقة العربية وإفريقيا؟. ويشير الى ان حجم سوق الذکاء الاصطناعى العالمى وصل إلى 40.17 مليار دولار فى 2020، وقفز إلى ما يقارب 51.56 مليار دولار فى 2021 بمعدل نمو سنوى مرکب (CAGR) يبلغ 28.4٪ ، ومن المتوقع أن يصل إلى 171.02 مليار دولار فى 2025 بمعدل نمو سنوى مرکب يبلغ 35٪، ويمکن خلال 10 أعوام ان يزيد الإنفاق العالمى إلى ما يقرُب من تريليون دولار فى ظل ضخ کُبرى الشرکات العالمية ملايين الدولارات کاستثمارات فى هذا المجال، ناهيک عن الحکومات التى بدأت فى بناء مدن المستقبل القائمة على تقنيات الذکاء الصناعى وتکنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة ، وهو ما يفتح الباب لزيادة الطلب على تلک التقنيات، وبالتالى نمو تلک الصناعة بصورة کبيرة فى منطقة الشرق الأوسط ، مؤکدا ان مصر لديها الفرصة الذهبية للإسهام فى تلک الصناعة.
ويشدد د.عبدالظاهرعلى ان أهم ما يمکن أن يسهم فى تعزيز نمو المهارات البشرية هو اعتماد الدولة على نموذج المهارات الديناميکية البشرية ، الذى يُلزم الأفراد والشرکات والمؤسسات الحکومية بالعمل على تنويع مهاراتها وفقا للتحديات التى تواجهها من ناحية ، والتوافق مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والخامسة من ناحية أخرى.
مليار دولار سنويًا
يؤکد الدکتور عبد الظاهر انه مع التحولات الرقمية الضخمة حول العالم بدأت مصر فى دعم أدوات وحلول التحول الرقمى فى العديد من المجالات، وهو ما يوفر استثمارات جديدة فى الاقتصاد الرقمى للدولة. ووفقا لتقرير “ IDC “ العالمية ، سيبلغ حجم استثمارات العالم فى التحول الرقمى ما بين 2020 حتى 2023 ما يقرب من 8.6 تريليون دولار. ووفقا لآخر إحصاءات لشرکة الأبحاث الهندية المتخصصة فى الاقتصاد الرقمى «Redseer»، سوف تصل قيمة الاقتصاد الرقمى فى منطقة الشرق الأوسط لنحو 100 مليار دولار حتى 2023. ويقول: يمکن استغلال تقنيات الذکاء الاصطناعى بمصر فى عدة مجالات، بما يضيف مليار دولار سنويا لموارد الدولة منها، على سبيل المثال ، الطاقة الشمسية ، وطاقة الرياح، والتحکم فى الخلايا الکهروضوئية ، وبالتالى مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة سنويا لتصل إلى أکثر من 20 جيجاواط فى 2030، مقارنة بالمخطط له حاليًا 13.7 جيجاواط، واستقطاب أکبر مصنع روبوت فى الشرق الأوسط ، وتحويل مصر لمرکز لتصنيع تقنيات الذکاء الاصطناعى لتغطى إفريقيا والشرق الأوسط ، والتوسع فى صناعات الطباعة ثلاثية الأبعاد فى تصميم المبانى ودمجها فى الصناعات الخفيفة الأخرى ، واعتماد تقنيات «البلوک تشين» فى القطاعات المالية والبنوک المصرية، وهى ربط المعلومات مع بعضها البعض بطريقة لامرکزية ، وتسجيل التعاملات بين الافراد بطريقة لانهائية، وهو ما يوفر ملايين الدولارات سنويا التى تنفق على الأمن السيبرانى وحماية المخصصات المالية ، والتوسع فى استخدام الحوسبة السحابية ومنصات البيانات المفتوحة وغيرها العديد من التقنيات . ويشير د.عبدالظاهر إلى أن الثورة الصناعية الرابعة تفتح مجالات جديدة للعمل لم توجد من قبل وجميعها مرتبطة بالتقنيات التى سوف تبتکرها تلک الثورة مثل تحليل البيانات الکبيرة للمستخدمين والشرکات، أسواق التطبيقات والويب ، وإنترنت الأشياء، وتقنية التعلم الآلى، التجارة الرقمية، وتکنولوجيا الواقع المعزز، تقنيات التشفير، تقنية المواد الجديدة ، والتقنيات القابلة للارتداء، والتنقل الذاتى، والروبوتات الثابتة، والحوسبة الکمية، الروبوتات الأرضية غير البشرية، والتکنولوجيا الحيوية، وروبوتات البشر، والروبوتات الجوية والمائية.
الإعلام والذکاء الاصطناعى
يشير الدکتور عبدالظاهر الى ان صناعة الإعلام والترفيه فى العالم تستحوذ على مليارات ضخمة من الدولارات ، و سوف تتضاعف بدخول تقنيات الثورة الصناعية الرابعة فى تلک الصناعة ، وهو ما أطلقت عليها مُسبقًا مصطلح «صحافة الذکاء الاصطناعي» وفقا لتقرير The Business Research Company «شرکة ابحاث الاعمال» حتى 2030 سوف تشهد صناعة الإعلام والترفيه تطورات کبيرة للغاية حيث وصل حجم سوق الإعلام العالمى إلى ما يقرب من 1.713 مليار دولار فى 2020 ، بعد أن زاد بمعدل نمو سنوى مرکب (CAGR) بنسبة 3.8٪ منذ عام 2015، ومن المتوقع أن ييلغ السوق 2670.7 مليار دولار فى عام 2025 بمعدل 9.3٪. ومن المستهدف أن ينمو السوق بمعدل سنوى مرکب يبلغ 10.6٪ بدوا من 2025 ، ويصل إلى 4414.9 مليار دولار فى 2030. ويستطرد: العالم حاليا بدأ الحديث عن عالم «الميتافيرس» ونمو تلک التقنيات أصبح سريعا للغاية ، وقد تصل استثماراته إلى ما يقارب تريليون دولار حتى 2030 ، وفقا للعديد من التقديرات. ويقول د.عبدالظاهر ان مصطلح «إعلام الميتافيرس» هو عبارة عن صناعة المحتوى الخبرى أو الترويجى، معتمدة على بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد، تضم جمهورا محددا ومختلطا ما بين الافتراضى والحقيقى، وتنقل رسائل تفاعلية بين الجمهور نفسه أو الجمهور وصُناع المحتوى فى وقت يُحدده المُتلقى، وفى بيئة يصنعها المُرسل والمتلقى معا، منوها بأن هذا المصطلح الجديد صاغه فى آخر دراسة له . ويوضح الدکتور عبد الظاهر ان مصر الآن أمامها فرصة کبيرة لإدماج تلک التقنيات فى صناعة الإعلام والترفيه، وفى دعم نمو صحافة الذکاء الاصطناعى فى المستقبل، حيث تمتلک قطاعا کبيرا من الإنتاج الإعلامى والسينمائى، علاوة على الصحف والقنوات المختلفة، وسيتيح إدماج تقنيات الذکاء الاصطناعى فى تلک الصناعة ضخ مليارات من الاستثمارات خلال العقد المقبل .
توفير ملايين الدولارات
ترى الدکتورة رشا حجازى، رئيسة قسم العلاقات العامة والاعلان بأکاديمية الشروق مديرة التدريب والبرامج بمؤسسة صحافة الذکاء الاصطناعى ، ان أفضل المجالات التى يمکن من خلالها دعم استثمارات تقنيات الذکاء الاصطناعى «التعليم» وتستشهد بتزايد تطبيق خوارزميات وأنظمة الذکاء الاصطناعى فى التعليم عامًا بعد عام ، وساعد فيروس کورونا «COVID-19» فى الاسراع بالعملية عندما تم إجراء المحاضرات والفصول والاختبارات عبر الإنترنت ، فيمکن أن يساعد الذکاء الاصطناعى فى توفير بيئة مهنية أفضل للمعلم للعمل بشکل أفضل ، و للطلاب الذين يعانون صعوبات تعليمية حيث يقضى المعلم الکثير من الوقت فى المهام الروتينية والإدارية والإجابة على الأسئلة المتداولة مرارًا وتکرارًا ، ويمکن للذکاء الاصطناعى ان يتولى المهمة الروتينية للمعلم ، ليوفر الوقت ويمکّنهم من الترکيز على توجيه الطلاب والتواصل الفردى، إضافة الى توفير بدائل لدعم استراتيجيات التعلم للطلاب باستخدام التکنولوجيا الرقمية، ومساعدتهم فى رسم خرائط لخطط التعلم الفردية لکل طالب ومساراته ونقاط القوة والضعف لديه ، والموضوعات التى تکلف جهدا اکبر فى استيعابها أو تعلمها بسهولة».
وتقول : لدينا بمصر أکثر من 3.4 مليون طالب فى الجامعات، و ما يقارب من 28 جامعة تحتوى على 544 کلية عملية ونظرية، و إدماج تقنيات الذکاء الاصطناعى فى المنظومة التعليمية سوف يوفر ملايين الدولارات سنويا، وتزيد من حجم الاستثمارات فى هذا المجال حتى 2030 . وتنوه ، الى ان العديد من الدول خصصت ميزانيات کبيرة لإنشاء مراکز أبحاث ، وتوظيف وإعداد خبراء فى مجال الذکاء الاصطناعى حيث تستثمر الحکومات فى البحث والتدريب المتقدم من خلال إنشاء مراکز أکاديمية للتميز فى الذکاء الاصطناعى ، والمنح الدراسية ، وشبکات معاهد البحوث ، مشيرة إلى أن دولا مثل الأرجنتين وسنغافورة وإستونيا وماليزيا وکينيا وفرنسا وکوريا الجنوبية وألمانيا، أوجدت شراکات بين الصناعة والأوساط الأکاديمية لمشارکة الموارد المادية والمالية ، وستعمل الشراکات بين الجامعات والمعاهد البحثية على تعزيز البحث التعاونى والشراکات داخل القطاع وتعزيز الشراکات الأکاديمية والصناعية .
وتکشف «حجازى» ان هناک تحديات خاصة بتوفير البنية التحتية التکنولوجية الأساسية لتهيئة الظروف لتنفيذ استراتيجيات جديدة تستفيد من الذکاء الاصطناعى لتحسين التعلم وإعداد المعلمين ، الذين يملکون مهارات رقمية جديدة لاستخدام الذکاء الاصطناعى بطريقة تربوية وذات مغزى ،وتحديات أخرى خاصة بتطوير أنظمة بيانات عالية الجودة وشاملة، فالبيانات التى لدينا متفرقة وموزعة بشکل غير متساو ومحدودة ، والتقنيات التى يتم تغطيتها للحصول على البيانات قد تکون مکلفة بالنسبة للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. کما ان هناک تحديات خاصة بالمعايير الأخلاقية والشفافية، و التى يجب معالجتها أثناء تطبيق الذکاء الاصطناعى، فتطور التکنولوجيا بسرعة کبيرة جعل ما هو مستحيل اليوم ، يصبح ممکنًا غدًا ، فخصوصية البيانات وأمنها هو السؤال المباشر الذى يظهر فى أى نقاش يتعلق بأخلاقيات البيانات .
وتشير ، الى بناء خبرة الذکاء الاصطناعى من خلال التعليم العالى والبحث وهو أحد الأساليب الرئيسية التى تستخدمها الحکومات لمعالجة فجوات المهارات الخاصة، و محاولة تعزيز قدرات کل منها فى مجال الذکاء الاصطناعى، لتصبح رائدة فى هذا المجال، تسعى العديد من الدول إلى جعل المهن فى مجال أبحاث وممارسات الذکاء الاصطناعى أکثر جاذبية .
وتشدد على أن هناک حتمية قوية على قطاع التعليم للاستجابة للتحولات العالمية، وتطالب بإعادة صياغة المناهج الدراسية والسياسات وابتکار المعرفة وإعداد المعلم ، فلم يعد يکفى أن يمتلک مهارات معينة لإدارة التقنيات الرقمية وتعليمها لطلابه، ولکن أيضًا يجب عليه مساعدة طلابه ليکونوا قادرين على التعاون وحل المشکلات والإبداع فى استخدام التقنيات الرقمية فى عالم تکنولوجى متنامٍ، لتصبح هذه المهارات جزءًا من تدريبهم على المواطنة للمشارکة فى المجتمع الرقمى الذى سيعيشون فيه للانتقال إلى عصر الذکاء الاصطناعى.
مدن المستقبل
وتتوقع الدکتورة رضوى عبد اللطيف مدير إدارة التخطيط الاستراتيجى بالمؤسسة ، أن يصل الإنفاق على تکنولوجيا المدن الذکية إلى 327 مليار دولار أمريکى بحلول عام 2025 ، ارتفاعًا من 96 مليار دولار أمريکى فى عام 2019 ، وفقًا لتوقعات «Frost & Sullivan» بشکل عام ، وتتوقع أن تولد المدن الذکية فرصًا تجارية بقيمة 2.46 تريليون دولار أمريکى بحلول عام 2025، و أن يتم إنشاء 26 مدينة ذکية على الأقل فى تلک الفترة على مستوى العالم .
وتضيف ، أن الفرصة کبيرة أمام مصر للاستثمار فى مدن المستقبل، وبناء منظومة کبيرة من المدن المستدامة فى مناطق مختلفة ، ويمکن الاعتماد على العديد من تقنيات الذکاء الاصطناعى فى إدارة وتعزيز بناء تلک المدن.
وتقول : «وفقا لتقرير الأمم المتحدة» يعيش أکثر من نصف سکان العالم اليوم فى المدن التى تمثل أکثر من 70٪ من انبعاثات الکربون فى العالم ، ومن 60 ٪ إلى 80 ٪ من استهلاک الطاقة ، وکلها عوامل تدفع الدول والمؤسسات إلى الاستثمار الأمثل فى مدن المستقبل، لاستيعاب الکثافة السکانية الضخمة حتى 2030 ، ولکن تقنيات الذکاء الاصطناعى فى إقامة البنى التحتية الذکية للمدن المستدامة تستطيع تحليل البيانات المتعلقة بتغير المناخ ، وتقديم نماذج مناخية مستقبلية حول التغيرات الجوية ودرجات الحرارة، بل والتنبؤ بالکوارث المتصلة بالمناخ.
البيانات المعقدة
ويقول الدکتور عباس الزانجنى مدير العلاقات الأکاديمية لمؤسسة صحافة الذکاء الاصطناعى فى الولايات المتحدة: ان مصر لديها قطاع عريض فى الرعاية الصحية ، فقد أشارت التوقعات الصادرة عن شرکة «فيتش سولوشنز» إلى أن إجمالى مصروفات الرعاية الصحية فى مصر سيسجل معدل نمو سنوى مرکبا بالعملة المحلية بنسبة 9.7٪ حتى 2023 ، ليصل إلى 12.6 مليار دولار، ومن المتوقع أن تشهد الدولة معدلات نمو مماثلة خلال السنوات الخمس التالية بمعدل نمو سنوى مرکب نسبته 9.6٪ وأن تبلغ قيمة السوق 17.2 مليار دولار فى عام 2028
ويتوقع أن نشهد نموا عالميا کبيرا فى استخدام تقنيات الذکاء الاصطناعى والثورة الصناعية الرابعة فى القطاع الصحى، وما شهدناه ــ کما يقول ــ خلال جائحة کوفيد-19 ، هو دليل على تصدر تلک التقنيات المشهد فى محاربة الوباء منذ مرحلة التشخيص وحتى صناعة اللقاحات المختلفة، ومن المتوقع أن يصل حجم استخدام تقنيات الذکاء الاصطناعى العالمى فى سوق الرعاية الصحية إلى 61.59 مليار دولار بحلول عام 2027 ، ويسجل معدل نمو سنوى مرکبا مرتفعا بشکل ملحوظ ، حيث يتطور قطاع الرعاية الصحية بسرعة ويستخدم الذکاء الاصطناعى لزيادة الإنتاجية وتقليل العبء على العاملين فى مجال الرعاية الصحية، ويستخدم الذکاء الاصطناعى فى قطاع الرعاية الصحية لتحليل البيانات التشخيصية والطبية المعقدة، وفقا لتقرير حديث صادر عن مرکز الأبحاث العالمى «Reports and Data». ويضيف: لقد شهد سوق الذکاء الاصطناعى فى الرعاية الصحية زيادة کبيرة فى الطلب بسبب جائحة «کورونا» ، حيث يقلل استخدام تلک التقنيات من مخاطر النقل لأنه يحد من التفاعل البشرى ويحمى العاملين فى الخطوط الأمامية ، و تعد شرکات الأدوية من بين الشرکات الأساسية التى تتبنى الذکاء الاصطناعى لتطوير اللقاحات ودراسة سلالات مختلفة من الفيروس .
حيث يعتمد العالم حاليا على العديد من تقنيات الذکاء الاصطناعى فى سوق الرعاية الصحية من خلال تقديم (الأجهزة ، البرامج)، عن طريق التکنولوجيا (التعلم الآلى ، الحوسبة السحابية ، معالجة اللغة الطبيعية، رؤية الکمبيوتر، تحليل البيانات الضخمة) ، حسب الاستخدام النهائى (المستشفيات ومقدمى الرعاية الصحية) .